كل مرة كنا بننزل فيها اسكندرية كنت بتمنى إنى أتمشى فى المدينة لوحدى بدون ان يرافقنى اّحدى أفراد عائلتى أو أقاربنا هناك, .. فقط بحثاَ عن المزيد من الحرية ..
أنا والإسكندرية والبحر ولا سوانا,.... وقد تحقق ما كان حين سافرنا فى أجازة عيد الآضحى وقررت ان أبدأ جولتى بركوب الترام كم هو رائع هذا الشعور أحسست وكأنى طفلة تلهو بالملاهى والترام كالعبة جميلة تدور بها حيثما تريد, ...وهنا تبتدى تدوينة اليوم.....
المكان : من محطة الرمل إلى محطة الورديان (المقعد الخلفى للترام)
الزمان: الثامنة صباحاَ 20 نوفمبر 2010.....
اليوم بيبتدى فى المنشية هناك على الكورنيش وإطلاله سريعة على البحر الجو كان برد جداَ لكن منظر البحر كان رائع اسكندرية فى الشتا بتتغسل بجد,.... وفى عز البرد فى إيدى الآيس كريم شعور ولا أروع...., الناس على الكورنيش الصبح قليلة جدا كنت حاسة إنى بحلم والعربيات فى الطريق قدامى زى كتل السحاب الآبيض النقى والناس زى الطيور والبحر دنيا كبيرة فيها أنا وهو والآيس كريم وبس,...مجنونة شوية لكن الحياة حلوة بجنونها برضو... غزل البنات... طفل صغير بيطارد بقاية النوم من عنيه بيبتسملى تاكلى غزل البنات يا أبلة .. الله كان نفسى فيه بجد...., ماشى موافقة بس عايزة اللون البمبة واللون الآبيض.... طعمه جميل غزل البنات سكر نبات...
الطريق من المنشية لمحطة الرمل محستش انه طويل بالعكس الوقت وانت بتمشى على الكورنيش وعنيك على البحر بيمر بسرعة...وأخيراً فى محطة الرمل وأمامى الترام ألآصفر صعدت بسرعة للترام تغمرنى سعادة ومرح الآطفال لم أجد مقعد أجلس عليه غير المقعد الخلفى فى العربه كانت العربه مزدحمة بالناس فى المقعدين المقابلين لى كان يجلس أربعة من الآفارقة أتضح لى ذلك من شكلهم وطريقة تحدثهم الغريبة ,تذكرت إن هناك بالفعل فى المنشية جامعة للطلبة الآفارقة تسمى جامعة سنجور, ..المهم كانوا ينظرون لى ويبتسموا والصراحة أنا كنت بضحك جدا عليهم ويصعد مجموعة من الصبيه السكندريين وينظروا لهؤلاء الآفارقة ويضحكون حتى أن احدهم يقول: لهم هو انا رايح أفريقيا ولا إية هههههههه.... وما ان سمعت تلك العبارة حتى انفجرت فى الضحك أنا عارفة ان مش من المفروض نسخر منهم لكن الصراحة ميبقاش دة الشعب المصرى لو متريقش حتى على عيشتة....أمامى وعلى بعد مقعدين كان يجلس رجل يطالع الآخبار فى جريدة المصرى اليوم ومع كل خبر كان يهز رأسة متعجباَ إلى ان أغلق الجريدة تماماَ ... أعوذ بالله مبقاش فى خبر يفرح الناس حتى فى الجرايد.... أما أمامى فى المقعد كان يجلس شاب وفتاة تقريباَ مخطوبين..هكذا تفهمت... وبخبث كنت اتابع حديثهم حتى لآحظت الفتاة وأبتسمت لى خجلاَ فأدرت رأسى عنهم وألتفت مرة أخرى للآفارقة وكانوا قد أدارو حديثاَ مضحكاَ مع الصبيه رغم أنهم تقريباَ لا يفهمون لغة البعض ههههههههههههه كل ما حولى كان يبث لىّ السعادة الترام يمضى فى نزهة ترفيهية رائعة محطة الرمل ومحطة القائد إبراهيم ومحطة مصر والرصافة وناريمان ... إلى ان وصل الترام إلى محطة الورديان..قررت النزول فى الورديان بعد أن ازدحم الترام واخدت المشروع (الميكروباص يعنى فى القاهرة) من الورديان لبحرى وهناك أمضيت ساعتين وطبعاَ لم يفوتنى الآيس كريم من عزة اللى فى بحرى,..... تلك الساعات القليلة كانت ممتعة بكل تفاصيلها بدءاً من البحر فى الصباح ورائحة اليود التى تغمر الآسكندرية كلها وصولاَ للترام والمقعد الخلفى والآفارقة وحديثهم المضحك والرجل والجريدة والشاب والفتاة وعبارات الحب التى كانا يتبادلانها.... كل تلك التفاصيل اضحت بدورها عيداَ أخر لى غير عيد الآضحى .. بأختصار كانت تلك الساعات القليلة كافية لى لوداع الآسكندرية على أمل اللقاء بعد انتهاء امتحانات نصف العام حيث اننا غادرنا فى نفس اليوم ليلاَ......