أن تبتعد أكثر وأكثر, لـ تنسى وجوده فى حياتك.... صوته مازال صداه يتردد فى أذنيك .. أن تشتاق أكثر وأكثر لمحادثته.... مره أخرى تذهب إلى هناك كلما راودك الحنين إليه لتلتمس الدفء المفتقد .. هنا كنا نتحدث سوياً, هنا همس كل منا بحبه للآخر... كانت لحظات من الحب تكفى الحياة كلها, لحظات صادقة فحسب هذا ما كنت أتمناه من الحياة .. الحياة نفسها قصة لا نعرف معناها إلا ونحن نودعها وربما تأتى النهاية السريعة حادة كالسيف, فلا يكون مكان للصادقين..... لم أكن حبيبته .. لم أكن لحظة حب خالصه أعترضت طريقه.... أحببته بصدق, وأن تقديم لحظة حب صادقه لرجل تكفى ولكنه لم يكن هذا الرجل ..!!
كنت واهمه بريئة لم أفهم فــ جُرحت ....وقتها قلت له : الحب لا ينتهى بقرار ولا يملك أحدنا وأن أراد العقل ذلك أن ينزع من عواطفنا الرغبه فى أن يكون أحدنا بجوار الآخر وأن أخترنا ذلك بوعى.....
كلماتى تلك كانت محاوله ساذجه لإعادة ذكرى إنبعاث الحب فى قلبينا كانت لحظة خاصه جدا نسيت فيها إننا نتفق على الفراق....
لم يفهم خرج صوته يقول : " روايات ...كلام روايات..أنا كداب ..بكرة تنسينى " ولم أستطع إلا أن أتحجر عند تلك الكلمات وألا أرى غير الفرار صافحته ومضيت أعد خطواتى فى الآبتعاد عنه أثنين .. ثلاثه .. خمسه .. عشرة .. وتسمرت خطواتى ونظرت ورائى لآراه, وجدت خياله مسرعاً يضيع وسط الزحام فى خطوات ثابتة حقيقية لم تحمل هماً أو جرحاً وكأننى لم أكن فى حياته...!!
تركته يمضى وعدت وحيدة إلى نفس المكان الذى بدأت منه القصة وتذكرت كلمة "أحبك" .. ومرت الآيام على حالى تجدد الهواء, وتغيرت الآحوال... لم يشعر الكون أبداً إن قلباً ذبيحاً أهتز من فرط الآلم .. كان دبيب خطواتى المبتعدة هو الصوت الوحيد الباقى لىّ.......
فى خضم كل هذا يأتى لك شخص يقول بفعله من أجلك وبتقييمه لك... ليقول لك تلك الحكمة :" أن الله ما منع عنك شئ أو منفعه إلا لخير لك....