تزداد دقات القلب مع بداية كل شتاء ...فأجد نفسي دوماً أبحث عن قصة أقرائها أو فيلم من حقبة الستينات (الأبيض والاسود) يملأ قلبي بالشجن ويعوضه عن فقدان كل ما كان يسعده ,يضفى بدوره الدفء والحنان المفتقد فى ليالي الشتاء الباردة,......
كثيراً ما جمعتنا الحياة بأشخاص أضاءوا فى حياتنا شموعهم السوداء ,من تركوا بقلوبنا ذكريات حزينة تغمر القلب بالألم والحنين كلما تذكرنهم حتى إذا أردنا أن نمضي قدماً فى حياتنا نجدهم بأشباحهم السوداء يطلون علينا خلف الذاكرة لنلقي بكل ما تسببوا فيه لنا من ألم فى وجوه من لا ذنب لهم...ما ذكرته كان هو فكرة الفيلم الذى شاهدته اليوم ....فيلم الشموع السوداء, حالة من الهدوء النفسى والتوحد تلك التى يعطينى اّياها هذا الفيلم أشعر فيها كأننى أنا إيمان بطلة الرواية بكل صفائها ونقائها وحبها لمن حولها وحبها الجارف لآحمد عاصم الضرير الذى أضاءت له هى شموع الفرح بعد ان عاش سنوات فى شموع سوداء خلفتها له ذكرى إمرأة خائنة صاغ فى خيانتها أجمل القصائد " لا تكذبى إنى رأيتكما معاَ ودعٍ البكاء فقد كرهت الآدمع ما أهون الدمع الجسور حين يرى من عين كاذبة فانكر وإدعى"...... تبدأ أحداث الفيلم حينما سافرت إيمان لكى تلتحق بالعمل كممرضة للشاعر الضرير أحمد عاصم ,كانت تريد أن تعوض مساحة من الفقدان المادى والمعنوى الذى تسبب فيهم لها موت والدها لكنها لم تكن تدرى ان هناك شخص أخر يملك نفس المساحة من الفقدان المعنوى بل الحسى لوجود حياة, شخص غيمت اشباح الماضى الحزين عليه فجعلت كل ما حوله اطلال للماضى الذى إتشح بالسواد ,هو نفسه كان لا يدرى بمرور الايام والحياة حوله..., لم يكن ظلام عينيه هو فقط ما يؤلمه بل كان هناك ظلام أكثر فى قلبه, ظل ٍ لأمرأة خائنة يقبع فى الذاكرة مخلفاَ نفس الصورة لكل مثيلاتها هى خائنة وكلهن خائنات, .... إيمان الصغيرة الهادئة تسطو على تلك الذكريات الحزينة فى إحدى جلساتهم تذكره بتلك الكلمات التى صاغها فى خيانة تلك المرأة تنبش ألآلم فى داخله تشعل شموع الماضى السوداء التى أحرقته.....تمرالآيام وتبعث إيمان النور فى قلبه من جديد فينكر أبن عاصم هذا الحب الذى اجتاح قلبه ,ولكن إيمان بقلبها الرقيق لم تيأس رغم قسوتة معها ...فقد أدركت إنه لم يكن يقسو عليها هى, بل كان يقسو على قلبه ظناَ منه إنه بذلك يسعدها حتى لا تشقى مع رجل ضرير..... إلى باقى أحداث الرواية التى تعرفونها جيداَ ... أردت من سردى لآحداث هذا الفيلم أن اقول لكل من استأثروا ان يظلمو قلوبهم ويقسون على من أحبوهم بغية ان امثالهم لا يحق لهم الحب...وان السعادة... كل السعادة ان نرى احبتنا سعداء حتى لو جورنا على قلوبنا وبأيدينا جرحنها...
اذكر عبارة قالتها إيمان لآحمد عاصم فى أحداث الفيلم هى الآروع على الآطلاق فى الفيلم كله:......لية عملت كدة يا أحمد؟ ..أزاى مقدرتش تعرف إنى بحبك !..أزاى محستش انك كل أمل ليا فى الدنيا..دايماَ تظلم نفسك وتظلم الناس اللى بيحبوك..لو تعرف ان ابتديت احسب عمرى من يوم ما عرفتك.. اللى محيرنى ازاى وانت اديب بتوصف أدق المشاعر ازاى تبقا محتاج لدليل على إن انسانة بتحبك.. عمر الحب يا أحمد ما كان يتوزن ولا يتقاس..
لطفاَ لم أجد أكثر من تلك العبارات دفءَ لآختم بها تلك التدوينة ..
هناك 10 تعليقات:
الله عليكي يا آية .. كالعادة متألقة .. تدوينة ممتازة وأجمل ما فيها ختامها
تحياتي الخالصة وبانتظار المزيد
أحمد تسلم على ذوقك ..انت اللى دايماَ متألق بروحك الجميلة وتفائلك الدائم..
انا مبسوطة ان التدوينة عجبتك ..وفعلاَ ختامها اجمل ما فيها لآنه نابع من احساس صادق نجاة حد جميل صادقة وهادية ورقيقة جدا فالعبارت دى طلعت منها بصدق اوى لدرجة انى حسيت انه مش تمثيل وتوحدت اوى مع احداث الفيلم وخصوصا الكلام اللى قالتو لآبن عاصم وهو الختام فى نهاية التدوينة ...
قد إية اللى بيخرج من القلب بيوصل للقلب
ازيك يا ايه
جميله جدا اختياراتك
انا بحب الفيلم ده جدااا
وفعلا ختام جميل
كل سنه وانتى طيبه
بمناسبه العام الهجرى
اعاده الله علينا جميعا
بالخير
الحمد لله يا حنين انا بخير والحمد لله..يارب انتى كمان تكونى فى افضل حال
وانتى طيبة وبخير ويارب عام هجرى كله افراح وسعادة علينا كلنا يارب
لم يكن كلامك مجرد سرد
بل كان تصور راقى وجميل لاحداث الرواية اوالفيلم هو من الروئع بحق
احييكى على الموضوع
وكل سنة ونتى طيبة
آيه .. لا تعقيب على كلامك غير بكلمة واحده .. فعلا برافو عليكي .. دائما للامام
و فعلا زي ما بتقولي اللي بيخرج من القلب اكيد لازم يلاقي قلب يسكنه ..
تحياتي وتقديري على ما سطرت اناملكي الغاليه ..
عباس ابن فرناس: اشكرك فعلاَ هذا الفيلم من الروائع ..لآن قصيدة لا تكذبى هى اللى قامت عليها احداث الفيلم لآنها من أروع ما كتب الشاعر كامل الشناوى ..وهى كتبت من اجل نجاة رغم ان عبد الحليم غناها لكن نجاة ابداعت فى غنائها يمكن عشان اتكتبت بصدق من حبيبها وهو الشاعر الجميل كامل الشناوى رغم انها لم تبادله نفس الشعور...
بس حقيقى اللى بيخرج من القلب لازم يدخل للقلب كما قولت اعلاه..
وانا احب هذا الفيلم من اجل هذة القصيدة لآنها محاكاه لواقع نرى القشور منه فى الفيلم...
شكراَ لمرورك الطيب
POET: الآستاذ عامر اشكرك جدا
شرفت بمرورك الرقيق
.أزاى مقدرتش تعرف إنى بحبك !..أزاى محستش انك كل أمل ليا فى الدنيا..دايماَ تظلم نفسك وتظلم الناس اللى بيحبوك..لو تعرف ان ابتديت احسب عمرى من يوم ما عرفتك.. اللى محيرنى ازاى وانت اديب بتوصف أدق المشاعر ازاى تبقا محتاج لدليل على إن انسانة بتحبك.. عمر الحب يا أحمد ما كان يتوزن ولا يتقاس.
كلام جميل على الرغم انى بحب الفيلم ده بس كنت بنام فى نصه واصحى على اخره. كنت وقتها صغير
حتى لو كانت علامات الحب من شخص للتانى مش باينه او واضحه للعيان تصرفاته تبين كذلك اسلوبه فى الكلام .
فيلم عالمى ملىء بمعانى إنسانية ورومانسية فى غاية الروعة .
وجميل جداً إنك تنقلى للناس وخصوصاً الشباب أهمية وقيمة فيلم زى دة ، من خلال أسلوب عالى الحس !
لأن للأسف قليل اللى بيقدر أفلام زمان ، اللى كانت تعبر عن سينما حقيقية عكس الوقتى !
إرسال تعليق