عمره ما فكر إنه ياخد باله من الكلمة اللى بيشوفها كل يوم الصبح وهو نازل للكليه, عادى كان شايفها كلمة عاديه مكتوبة من زمان فى سلم العمارة اللى ساكن فيها ,مفتكرش إنه سأل حد مرة عن الكلمة دى. مين اللى كتباها ؟ وأمتى اتكتبت ؟ ..
بس مؤكد انها اتكتبت من قبل ما هو يتولد ,لسه فاكر أول ما أتعلم القرايه وأبتدا يتهجى حروف الكلمة دى كان فرحان إنه أخيراُ عرف يقرا الكلمة دى .. كان حريص ان محدش من الاطفال اللى ساكنين معاه فى العمارة وبيلعبو معاه وهما صغيرين محدش منهم يقرب من الكلمة دى .... وقتها تقريباً كان يدوب يتهجى الحروف ويقرا... لكن مفهمش معناها لما كبر شوية نسى الكلمه ومبقاش ياخد باله من وجودها ....الدراسة فى كليه عمليه شئ مرهق لذهنه ,إنشغاله بالحياة العملية خلاه ينسى كل التفاصيل الصغيرة اللى حواليه حتى الكلمة اللى كان دايما بيمنى نفسه إنه يفهمها ويعرف معناها لما يكبر بقى يشوفها شئ عادى.....
الحياة العمليه حولته لآلة بتحاول تسبق الوقت عشان تقتنص احلام و خطوات أكتر فى الحياة ,بس احيانا واحنا بنسرع الخطى بننسى قلوبنا البريئة .... كان دايما بيشوفها كل يوم فى المترو كانت معاه فى نفس الجامعة من وسط البنات الكتير اللى كانوا بيقفوا على محطة المترو كان بيلمحها ....عنيها الهاديه وملامحها البريئة كانت جزء من الحاجات اللى اتعود يشوفها كل يوم .. فكر كتير انه يكلمها خصوصا لما خد باله إنها كمان فى مرة من المرات أطالت النظر إليه فى أبتسامه رقيقة... كتير من الاوقات كان بيبقى متأكد إنها بتقوله بعنيها كلام كتير .. وقتها كان بيبقى فرحان بأختلاسها النظرات إليه كان بيشعر ان البنت البريئة دى هى الوردة اللى بتهديهاله الحياة فى صباح كل يوم... كان دايما بيخاف من إنه يفكر يكلمها رغم انه كان متأكد ان الخطوة دى كانت هتسعدها إلا ان انانيته وحبه لذاته ....وخوف من الحب اللى ممكن يعطله عن خطاه وأحلامه خلاه يبعد ويقسى على قلبه... قرر انه يبتعد عن النظر إليها كان بيلمحها بتدور بعنيها عليه فى وسط الطلبة الموجودين فى محطة المترو كانت كل يوم الوردة الرقيقة بتدبل يوم عن يوم لحد ما أنتهت الدراسة ... وأبتدت الحياة .. كانت خطواته وقتها وصلته لمحطة الآرتباط والزواج لآول مرة من فترة كبيرة بتخطر على باله البنت من تانى أصله وقتها أفتكر انه لازم يتجوز عن حب !! قرر انه يصحى الصبح زى أيام الدراسة ويقف فى نفس محطة المترو ينتظرها ربما يراها هكذا خيل له عقله طال الآنتظار يوماً فيومان فـــ أسبوع يكرر فعلته لعلها تجئ إلى أن فقد الآمل تماما بحث حوله لم يجد أى أثر لحب وطئ قلبه سواها ... تذكر كم كان قاسياً ,عاد إلى بيته لمح الكلمة على سلم العمارة وكأنه يراها لآول مرة "أخر حروف الرو(ح )أول حروف الحب والحرية ".. الكلمة كانت
" الحب "
لمعت فى عينيه دمعه حزينه أحاط بكلتا يديه الكلمة الآن أدرك قيمة وجود تلك الكلمة بحياته .. كثيراً ما نسرع الخطى فى حياتنا وندهس قلوب بريئة لم يكن لها ذنب سوى انها أحبتنا ...
Aya